رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " هكذا أنزلت ". ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " أقرأ يا عمر! " فقرأت القراءة التي أقرأني رسول الله (صلى عليه وسلم)، فقال رسول (صلى الله عليه وسلم): " هكذا أنزلت ". ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم: " إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا ما تيسر منها " (1).
14 - حدثني أحمد بن منصور، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال:
حدثنا حرب بن أبي ثابت من بني سليم، قال: حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أبيه، عن جده، قال: قرأ رجل عند عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فغير عليه، فقال:
لقد قرأت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلم يغير علي. قال: فاختصما عند النبي (صلى الله عليه وسلم)، فقال:
يا رسول الله: ألم تقرئني آية كذا وكذا؟ قال: " بلى! " قال: فوقع في صدر عمر شئ، فعرف النبي (صلى الله عليه وسلم) ذلك في وجهه، قال: فضرب صدره، وقال: " أبعد شيطانا " قالها ثلاثا، ثم قال: " يا عمر، إن القرآن كله صواب، ما لم تجعل رحمة عذابا، أو عذابا رحمة " (2).
15 - حدثنا عبيد الله بن محمد الفريابي، قال حدثنا عبد الله بن ميمون، قال: حدثنا عبيد الله، يعني ابن عمر (3)، عن نافع، عن ابن عمر، قال: سمع عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، رجلا يقرأ القرآن، فسمع آية على غير ما سمع من النبي (صلى الله عليه وسلم)، فأتى به عمر إلى النبي (صلى الله عليه وسلم)، فقال: يا رسول الله، إن هذا قرأ آية كذا وكذا. فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " أنزل القرآن على سبعة أحرف، كلها شاف كاف ".
16 - حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني هشام بن سعد، عن علي بن أبي علي، عن زبيد (4)، عن علقمة النخعي، قال: لما خرج عبد الله بن مسعود من الكوفة، اجتمع إليه أصحابه فودعهم، ثم قال: لا تنازعوا في القرآن فإنه لا يختلف ولا يتلاشى (5) ولا يتغير لكثرة الرد، وإن شريعة الاسلام وحدوده وفرائضه فيه واحدة، ولو كان شئ من الحرفين ينهى عن شئ يأمر بن الآخر، كان ذلك الاختلاف،