ولكنه جامع ذلك كله، لا تختلف فيه الحدود ولا الفرائض، ولا شئ من شرائع الاسلام، ولقد رأيتنا نتنازع فيه عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فيأمرنا فنقرأ عليه، فيخبرنا أنا كلنا محسن، ولو أعلم أحدا أعلم بما أنزل الله على رسوله مني لطلبته حتى أزداد علمه إلى علمي. ولقد قرأت من لسان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سبعين مرة، وقد كنت علمت أنه يعرض عليه القرآن في كل رمضان، حتى كان عام قبض، فعرض عليه مرتين. فكان إذا فرغ أقرأ عليه، فيخبرني أني محسن. فمن قرأ قراءتي فلا يدعنها رغبة عنها، ومن قرأ على شئ من هذه الحروف فلا يدعنه رغبة عنه، فإنه من جحد بآية جحد به كله (1).
17 - حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أنبأنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا رشدين بن سعد، عن عقيل بن خالد، جميعا عن ابن شهاب. قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن ابن عباس حدثه: أن رسول الله، (صلى الله عليه وسلم)، قال: " أقرأني جبرئيل على حرف، فراجعته، فلم أستزيده فيزيدني، حتى انتهى إلى سبعة أحرف " (2). قال ابن شهاب: بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الامر الذي يكون واحدا، لا يختلف في حلال ولا حرام.
18 - حدثني محمد بن عبد الله ابن أبي مخلد الواسطي، ويونس بن عبد الأعلى الصدفي، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبيد الله، أخبره أبوه، أن أم أيوب أخبرته، أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: " أنزل القرآن على سبعة أحرف، أيها قرأت أصبت " (3).
19 - حدثنا إسماعيل بن موسى السدي. قال: أنبأنا شريك، عن أبي إسحاق، عن سليمان بن صرد، يرفعه، قال: " أتاني ملكان فقال أحدهما: اقرأ قال: على كم؟ قال: على حرف، قال: زده! " حتى انتهى إلى سبعة أحرف (4).