قراءة غير قراءة صاحبه، فدخلنا جميعا على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: فقلت: يا رسول الله: إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل هذا فقرأ قراءة غير قراءة صاحبه. فأمرهما رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقرأ، فحسن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شأنهما. فوقع في نفسي من التكذيب، ولا إذ كنت في الجاهلية، فلما رأى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ما غشيني، ضرب على صدري، ففضت عرقا كأنما أنظر إلى الله فرقا، فقال لي: " يا أبي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف، فرددت عليه أن هون على أمتي! فرد علي في الثانية أن اقرأ القرآن على حرف، فرددت عليه أن هون على أمتي! فرد علي في الثالثة: أن اقرأ القرآن على سبعة أحرف، ولك بكل ردة رددتكها مسألة تسألنيها، فقلت: اللهم اغفر لامتي الله أغفر لامتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي فيه الخلق كلهم، حتى إبراهيم " (1).
إلا أن ابن بيان قال في حديثه 7 فقال لهم النبي، (صلى الله عليه وسلم): " قد أصبتم وأحسنتم " وقال أيضا: " فأرفضت (2) عرقا ".
26 - وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن إسماعيل بن أبي خالد، بإسناده عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، نحوه، وقال: " قال لي: أعيذك بالله من الشك والتكذيب "، وقال أيضا: " إن الله أمرني أن أقرأ القرآن على حرف، فقلت: اللهم رب خفف عن أمتي! قال:
اقرأه على حرفين، فأمرني أن أقرأه على سبعة أحرف، من سبعة أبواب من الجنة كلها شاف كاف " (3).
27 - حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله بن عيسى بن أبي ليلى - (و) وعن ابن أبي ليلى عن الحكم - عن ابن أبي ليلى، عن أبي، قال: دخلت المسجد، فصليت فقرأت النحل، ثم جاء رجل آخر فقرأها على غير قراءتي، ثم دخل رجل آخر فقرأ بخلاف قراءتنا، فدخل في نفسي من الشك والتكذيب أشد مما كان في الجاهلية، فأخذت بأيديهما، فأتيت بهما النبي (صلى الله عليه وسلم)، فقلت: يا رسول الله، استقرئ هذين! فقرأ أحدهما: فقال " أصبت "، ثم استقرأ الآخر، فقال: " أصبت "! فدخل قلبي أشد مما كان في الجاهلية من الشك والتكذيب، فضرب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، صدري، وقال: " أعاذك الله من الشك، وأخسأ عنك الشيطان " قال إسماعيل: ففضت عرقا ولم يقله