170 - وحدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس (غير المغضوب عليهم) قال: اليهود.
171 - وحدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب. قال: قال ابن زيد:
(غير المغضوب عليهم) اليهود.
172 - وحدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: حدثني ابن زيد، عن أبيه، قال: (المغضوب عليهم) اليهود.
قال أبو جعفر: واختل في صفة الغضب من الله جل ذكره، فقال بعضهم:
غضب الله على من غضب عليه من خلقه إحلال عقوبته بمن غضب عليه، إما في دنياه، وإما في آخرته، كما وصف به نفسه جل ذكره في كتابه فقال: (فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين) (1)، وكما قال: (قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير) (2). وقال بعضهم: غضب الله على من غضب عليه من عباده ذم منه لهم ولأفعالهم، وشتم منه لهم بالقول. وقال بعضهم:
الغضب منه معنى مفهوم، كالذي يعرف من معاني الغضب. غير أنه وإن كان كذلك من جهة الاثبات، فمخالف معناه منه معنى ما يكون من غضب الآدميين الذين يزعجهم ويحركهم ويشق عليهم ويؤذيهم، لان الله جل ثناؤه لا تحل ذاته الآفات، ولكنه له صفة كما العلم له صفة، والقدرة له صفة عليه ما يعقل من جهة الاثبات، وإن خالفت معاني ذلك معاني علوم العباد التي هي معارف القلوب وقواهم التي توجد مع وجود الأفعال وتعدم مع عدمها.
القول في تأويل قوله تعالى: (ولا الضالين).
قال أبو جعفر: كان بعض أهل البصرة يزعم أن " لا " مع الضالين " أدخلت تتميما للكلام والمعنى إلغاؤها، ويستشهد على قيله ذلك ببيت العجاج:
في بئر لا حور سرى وما شعر ويتأوله بمعنى: في بئر حور سرى، أفي في بئر هلكة، وأن " لا " بمعنى الالغاء والصلة. ويعتل أيضا لذلك بقول أبي النجم: