لفتى عقل يعيش به * حيث تهدي ساقه قدمه أي ترد به الموارد. وفي قول الله جل ثناؤه: إياك نعبد وإياك نستعين ما ينبئ عن خطأ هذا التأويل مع شهادة الحجة من المفسرين على تخطئته وذلك أن جميع المفسرين من الصحابة والتابعين مجمعون على أن معنى الصراط في هذا الموضع غير المعنى الذي تأوله قائل هذا القول، وأن قوله: إياك نستعين مسألة العبد ربه المعونة على عبادته، فكذلك قوله اهدنا، إنما هو مسألة الثبات على الهدى فيما بقي من عمره. والعرب تقول:
هديت فلانا الطريق، وهديته للطريق، وهديته إلى الطريق: إذا أرشدته إليه وسددته له.
وبكل ذلك جاء القرآن، قال الله جل ثناؤه: وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وقال في موضع آخر: اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم وقال: اهدنا الصراط المستقيم وكل ذلك فاش في منطقها موجود في كلامها، من ذلك قول الشاعر:
أستغفر الله ذنبا لست محصيه * رب العباد إليه الوجه والعمل يريد: أستغفر الله لذنب، كما قال جل ثناؤه: واستغفر لذنبك ومنه قول نابغة بني ذبيان:
فيصيدنا العير المدل بحضره * قبل الونى والأشعب النباحا يريد: فيصيد لنا. وذلك كثير في أشعارهم وكلامهم، وفيما ذكرنا منه كفاية.
القول في تأويل قوله تعالى: الصراط المستقيم.
قال أبو جعفر: أجمعت الأمة من أهل التأويل جميعا على أن الصراط المستقيم هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه. وكذلك ذلك في لغة جميع العرب فمن ذلك قول جرير بن عطية الخطفي: