أمرهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالصلاة، فقالوا: لا ننحني، والرواية: لا نحني فإن ذلك سبة علينا. فقال (صلى الله عليه وآله): لا خير في دين ليس فيه ركوع ولا سجود.
أقول: ولكن بعد أن تردد ابن مسعود في شأن هذه السورة ولم يعرف أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ختمها بقوله تعالى: " وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون " حتى تبقى منها الآيتان، أو بقوله: " فبأي حديث بعده يؤمنون " حتى تتم السورة، فإن هذه الرواية لا تثبت أنها نزلت كاملة، مضافا إلى ما نقل عن مقاتل أن قوله تعالى " وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون " نزل في ثقيف، وإلى ما قال الفاضل البحراني في البرهان عند تفسير السورة أنها مكية إلا الآية 48 فمدنية.
5 - سورة الصف:
حيث عدها السيوطي في الإتقان مما نزل جمعا مستندا في ذلك إلى ما رواه الحاكم في المستدرك وغيره عن عبد الله بن سلام قال: قعدنا نفرا من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فتذاكرنا فقلنا: لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله لعملناه، فأنزل الله سبحانه * (سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم * يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون) * حتى ختمها. قال عبد الله: فقرأها علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى ختمها (1).
لكن الموجود في المستدرك عند تفسير الصف هكذا: عن عبد الله بن سلام - إلى أن قال: - فأرسل إلينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فجمعنا، فجعل يؤمي بعضنا إلى بعض فقرأ علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) " سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم * يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون " إلى آخر السورة.
وفي أسباب النزول للسيوطي: أخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل عن سعيد بن جبير قال: لما نزلت: * (يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم) * قال المسلمون: لو علمنا ما هذه التجارة لأعطينا فيها الأموال