والأهلين، فنزلت " تؤمنون بالله ورسوله ".
وفي تفسير مجمع البيان نزل قوله " لم تقولون " في المنافقين، عن الحسن.
أقول: إن الاعتبار يقتضي نزول السورة متفرقا لأن مضامينها مختلفة ولأن المفهوم منها أن بعض الآيات كانت كأنها مسبوقة بالسؤال كقوله تعالى " لم تقولون ما تفعلون " كما قيل.
وروي عن مقاتل: قوم كانوا يقولون: إذا لقينا العدو لم ننفر ولم نرجع عنهم، ثم لم يفوا بما قالوا، وانفلتوا يوم أحد حتى شج وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكسرت رباعيته (1).
6 - سورة الفاتحة:
وقد عدها السيوطي مما نزل جمعا ثم قال: قال ابن حبيب واتبعه ابن النقيب:
من القرآن ما نزل مشيعا وهو سورة الأنعام، شيعها سبعون ألف ملك، وفاتحة الكتاب نزلت ومعها ثمانون ألف ملك (2).
لكننا لم نعثر على من صرح بنزول سورة الفاتحة جملة واحدة إلا ما ذكره السيوطي. ويؤيده أن الاعتبار يقتضي نزول السور القصار دفعة كاملة.
7 - سورة العاديات:
لم يعدها السيوطي مما نزل جمعا ولكنه قال في أسباب النزول: أخرج البزار وابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عباس قال: بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) خيلا ولبثت شهرا لا يأتيه منها خبر فنزلت " والعاديات ضبحا ".
وروى علي بن إبراهيم في تفسيره عن الحسين بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله * (والعاديات ضبحا * فالموريات قدحا) * قال: هذه السورة نزلت في أهل وادي اليابس... الخ.