أيديهما) * (1) باليمينين، لأن ابن مسعود قرأ: " فاقطعوا أيمانهما ".
وعن مجاهد: كنا لا ندري ما الزخرف، حتى رأيناه في قراءة ابن مسعود: " أو يكون لك بيت من ذهب " (2).
وعن الأعمش قال: قرأ أنس هذه الآية: " إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأصوب قيلا "، فقال له بعض القوم: إنما هي * (وأقوم) * (3) فقال: أقوم وأصوب وأهيأ واحد (4).
وبعد كل ذلك نعرف أن ابن مسعود والذين هم على رأيه يفسرون الحرف في رواية " نزل القرآن على سبعة أحرف " باللغة، أي نزل القرآن على سبع لغات. وبه قال الفيروز آبادي في القاموس وابن الأثير في نهايته، حيث جاء فيهما:
وفي الحديث قال (صلى الله عليه وآله): نزل القرآن على سبعة أحرف، أراد (صلى الله عليه وآله) بالحرف اللغة، ثم قالا: وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه، بل معناه: هذه اللغات السبع مفرقة في القرآن.
وهذا كما ترى يدل على أن الأحرف السبعة كانت قد عبرت عصر عثمان مع أنهم يقولون: إن عثمان قد جمع الناس على قراءة واحدة. ويدل عليه:
ما رواه البخاري من أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وآذربايجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى، فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف فننسخها، ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام