خلفوا نقوشا كتابية كثيرة، وأشهر تلك الأمم حمير في اليمن كتبوا بالحرف المسند، والأنباط في الشمال كتبوا بالحرف النبطي (1).
وثالث يقول: الخط عند العرب كان مجهولا إلى قبيل ظهور الإسلام بنحو قرن لأن أحوالهم الاجتماعية وما كانوا عليه فيه من دوام الحروب والغارات صرفهم عن ذلك. ونعني بهؤلاء العرب عرب الحجاز الذين ظهر فيهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) (2).
ومما يدل على جهل العرب بالكتابة قول الله تعالى * (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين) * (3).
وهذا هو الظاهر من إطلاقات القرآن، وأنه لم يكن فرق بين العرب وفارس وغيرهم من هذه الجهة بل كان امراء إيران ممنوعين دينا من الكتابة والقراءة، فمعنى الأمي من ليس له كتاب ديني، وقد ورد في التوراة ما يرادف هذا المعنى بصورة الأميين، ولا يبعد أن يكون هذا جريا على مصطلح اليهود الذين سكنوا جزيرة العرب.
حيث إن الظاهر من الأمي - كما نص عليه أهل اللغة - من لا يعرف القراءة ولا الكتابة، أو الكتابة فقط على قول بعضهم. ففي مجمع البحرين: الأمي في كلام العرب هو الذي لا كتاب له من مشركي العرب. قيل هو نسبة إلى الام، لأن الكتابة مكتسبة، فهو على ما ولدته امه من الجهل بالكتابة. وقيل: هو نسبة إلى أمة العرب، لأن أكثرهم أميون، والكتابة فيهم عزيزة أو عديمة، فهم على أصل ولادة أمهم.
وعلى هذا، فتكون كلمة " أمي " مأخوذة من الأمة، بمعنى الجماعة.
وفي أقرب الموارد: الأمي: من لا يعرف الكتابة ولا القراءة، نسبة إلى الام، لأن الكتابة مكتسبة، فهو على ما ولدته امه من الجهل بالكتابة.