الكفاف حق شرعي كمن كان له نصاب زكوي ووجبت الزكاة بشروطها وهو محتاج إلى ذلك النصاب لكفافه وجب عليه إخراج الزكاة ويحصل كفايته من جهة مباحة انتهى (وابدأ) أي ابتدئ في إعطاء الزائد على قدر الكفاف (بمن تعول) أي بمن تمونه ويلزمك نفقته قال النووي فيه تقديم نفقة نفسه وعياله لأنها منحصرة فيه بخلاف نفقة غيرهم وفيه الابتداء بالأهم فالأهم في الأمور الشرعية (اليد العليا) أي النفقة (خير من اليد السفلى) أي السائلة قوله (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه مسلم في الزكاة باب في التوكل على الله قوله (حدثنا علي بن سعيد) بن مسروق الكندي الكوفي صدوق من العاشرة (عن بكر بن عمرو) المعافري المصري إمام جامعها صدوق عابد من السادسة (عن عبد الله بن هبيرة) بضم الهاء وفتح الموحدة مصغرا ابن أسعد السبائي بفتح المهملة والموحدة ثم همزة مقصورة الحضرمي كنيته أبو هبيرة المصري ثقة من الثالثة (عن أبي تميم الجيشاني) قال في التقريب عبد الله بن مالك بن أبي الأسحم بمهملتين أبو تميم الجيشاني بجيم وياء ساكنة بعدها معجمة مشهورة بكنيته المصري ثقة مخضرم من الثالثة قوله (لو أنكم كنتم توكلون) بحذف إحدى التاءين للتخفيف أي تعتمدون (حق توكله) بأن تعلموا يقينا أن لا فاعل إلا الله وأن لا معطي ولا مانع إلا هو ثم تسعون في الطلب بوجه جميل وتوكل (لرزقتم كما ترزق الطير) بمثناة فوقية مضمومة أوله (تغدو) أي تذهب أول النهار (خماصا) بكسر الخاء المعجمة جمع خميص أي جياعا (وتروح) أي ترجع آخر النهار (بطانا) بكسر الموحدة جمع بطين وهو عظيم البطن والمراد شباعا قال المناوي أي تغدو بكرة وهي جياع وتروح عشاء وهي ممتلئة الأجواف فالكسب ليس برازق بل الرازق هو الله تعالى فأشار بذلك إلى أن التوكل ليس التبطل والتعطل بل لا بد فيه من
(٧)