على دينه (بيت) بالجر ويجوز الرفع وكذا فيما بعده من الخصال المبينة (يسكنه) أي محل يأوى إليه رفعا للحر والبرد (وثوب يواري عورته) أي يسترها عن أعين الناس (وجلف الخبز) بكسر جيم وسكون لام ويفتح ففي النهاية الجلف الخبز وحده لا أدم معه وقيل الخبز الغليظ اليابس ويروى بفتح اللام جمع جلفة وهي الكسرة من الخبز وقال الهروي الجلف ههنا الظرف مثل الخرج والجوالق يريد ما يترك فيه الخبز انتهى وفي الغريبين قال شمر عن ابن الأعرابي الجلف الظرف مثل الخرج والجوالق قال القاضي رحمه الله ذكر الظرف وأراد به المظروف أي كسرة خبز وشربة ماء انتهى والمقصود غاية القناعة ونهاية الكفاية والماء قال القاري رحمه الله بالجر عطفا على الجلف أو الخبز وهو الظاهر المفهوم من كلام الشراح وفي بعض النسخ يعني من المشكاة بالرفع بناء على أنه إحدى الخصال قيل أراد بالحق ما وجب له من الله من غير تبعة في الآخرة وسؤال عنه وإذا اكتفى بذلك من الحلال لم يسأل عنه لأنه من الحقوق التي لا بد للنفس منها وأما ما سواه من الحظوظ يسأل عنه ويطالب بشكره وقال القاضي رحمه الله أراد بالحق ما يستحقه الإنسان لافتقاره إليه وتوقف تعيشه عليه وما هو المقصود الحقيقي من المال وقيل أراد به ما لم يكن له تبعة حساب إذا كان مكتسبا من وجه حلال انتهى قوله (هذا حديث صحيح) وأخرجه الحاكم في مستدركه قال المناوي إسناده صحيح.
قوله (عن مطرف) بن عبد الله بن الشخير العامري الجرشي البصري ثقة عابد فاضل من الثانية (عن أبيه) أي عبد الله بن الشخير بن عوف العامري صحابي من مسلمة الفتح قوله (انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم) أي وصل إليه (وهو) أي النبي صلى الله عليه وسلم (ألهاكم التكاثر) أي أشغلكم طلب كثرة المال (قال) أي النبي صلى الله عليه وسلم (مالي مالي) أي يغتر بنسبة المال إلى نفسه