تارة ويفتخر به أخرى (وهل لك من مالك) أي هل يحصل لك من المال وينفعك في المال (إلا ما تصدقت فأمضيت) أي فأمضيته وأبقيته لنفسك يوم الجزاء قال تعالى ما عندكم ينفد وما عند الله باق وقال عز وجل من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له (أو أكلت) أي استعملت من جنس المأكولات والمشروبات ففيه تغليب أو اكتفاء (فأفنيت) أي فأعدمتها (أو لبست) من الثياب (فأبليت) أي فأخلقتها قوله (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه مسلم في الزهد باب منه قوله (أخبرنا عمر بن يونس) بن القاسم الحنفي أبو حفص اليمامي الجرشي ثقة من التاسعة (أخبرنا عكرمة بن عمار) العجلي أبو عمار اليمامي أصله من البصرة صدوق يغلط وفي روايته عن يحيى بن كثير اضطراب ولم يكن له كتاب من الخامسة (أخبرنا شداد بن عبد الله) القرشي أبو عمار الدمشقي ثقة يرسل من الرابعة قوله (إنك إن تبذل الفضل) أي إنفاق الزيادة على قدر الحاجة والكفاف فإن مصدرية مع مدخولها مبتدأ خبره (خير لك) أي في الدنيا والأخرى (وإن تمسكه) أي ذلك الفضل وتمنعه قال النووي قوله صلى الله عليه وسلم إنك أن تبذل الفضل خير لك وإن تمسكه شر لك هو بفتح همزة أن معناه أن بذلت الفاضل عن حاجتك وحاجة عيالك فهو خير لك لبقاء ثوابه وإن أمسكته فهو شر لك لأنه إن أمسك عن الواجب استحق العقاب عليه وإن أمسك عن المندوب فقد نقص ثوابه وفوت مصلحة نفسه في آخرته وهذا كله شر انتهى (ولا تلام على كفاف) بالفتح وهو من الرزق القوت وهو ما كف عن الناس وأغنى عنهم والمعنى لا تذم على حفظه وإمساكه أو على تحصيله وكسبه ومفهومه إنك إن حفظت أكثر من ذلك ولم تتصدق بما فضل عنك فأنت مذموم وبخيل وملوم قاله القاري وقال النووي معنى لا تلام على كفاف أن قدر الحاجة لا لوم على صاحبه وهذا إذا لم يتوجه في
(٦)