حد من حدود الشريعة قال ومثل هذا عن الصحابة كثير في ترك الحديث بما ليس تحته عمل ولا تدعو إليه ضرورة أو لا يحتمله عقول العامة أو خشيت مضرته على قائله أو سامعه لا سيما ما يتعلق بأخبار المنافقين والإمارة وتعيين قوم وصفوا بأوصاف غير مستحسنة وذم آخرين ولعنهم انتهى (وقد أحيط بنفسي) معناه قربت من الموت وأيست من النجاة والحياة قال صاحب التحرير أصل الكلمة في الرجل يجتمع عليه أعداؤه فيقصدونه ويأخذون عليه جميع الجوانب بحيث لا يبقى له في الخلاص مطمع فيقال أحاطوا به أي أطافوا به من جوانبه ومقصوده قرب موتي (حرم الله) عليه النار أي الخلود فيها كالكفار قوله (وفي الباب عن أبي بكر وعمر وعثمان الخ) أما حديث عمر وحديث طلحة فأخرجهما أبو نعيم في الحلية وأما حديث عثمان فأخرجه مسلم وأما حديث جابر وحديث ابن عمر فأخرجهما الدارقطني في العلل وأما أحاديث أبي بكر وعلي وزيد بن خالد فلينظر من أخرجها قوله (هذا حديث حسن صحيح غريب) وأخرجه مسلم قوله (فقال إنما كان هذا في أول الاسلام قبل نزول الفرائض والأمر والنهي) قال القاضي عياض حكى عن جماعة من السلف منهم ابن المسيب أن هذا كان قبل نزول الفرائض والأمر والنهي وقال بعضهم هي مجملة يحتاج إلى شرح ومعناه من قال الكلمة وأدى حقها وفريضتها وهذا قول الحسن البصري وقيل إن ذلك لمن قالها عند الندم والتوبة ومات على ذلك وهذا قول البخاري ذكر النووي كلام القاضي هذا في شرح مسلم ثم قال وما حكاه عن ابن المسيب وغيره ضعيف بل باطل وذلك لأن راوي أحد هذه الأحاديث أبو هريرة وهو
(٣٢٨)