قوله (إن في الجنة بحر الماء وبحر العسل وبحر اللبن وبحر الخمر) قال الطيبي يريد بالبحر مثل دجلة والفرات ونحوهما وبالنهر مثل نهر معقل حيث تشقق من أحدهما ثم منه تشقق جداول وقال القاري قد يقال المراد بالبحار هي الأنهار وإنما سميت أنهارا لجريانها بخلاف بحار الدنيا فإن الغالب منها أنها في محل القرار (ثم تشقق) بحذف إحدى التاءين من باب التفعل ويحتمل أن يكون بصيغة المجهول من التشقيق (بعد) أي بعد دخول أهل الجنة الجنة قوله (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه أحمد والبيهقي قوله (من سأل الله الجنة) بأن قال اللهم إني أسألك الجنة أو قال اللهم أدخلني الجنة (ثلاث مرات) أي كرره في مجالس أو مجلس بطريق الإلحاح على ما ثبت أنه من آداب الدعاء (قالت الجنة) ببيان الحال أو بلسان القال لقدرته تعالى على إنطاق الجمادات وهو الظاهر (اللهم أدخله الجنة) أي دخولا أوليا أو لحوقا آخريا (ومن استجار) أي استحفظ (من النار) بأن قال اللهم أجرني من النار (قالت النار اللهم أجره) أي احفظه أو أنقذه (من النار) أي من دخوله أو خلوده فيها قال الطيبي وفي وضع الجنة والنار موضع ضمير المتكلم تجريد ونوع من الالتفات انتهى وحديث أنس هذا أخرجه أيضا النسائي وابن ماجة وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد باب
(٢٤٣)