رواية خمسمائة وفي أخرى أكثر وأقل ولا تعارض لاختلاف السير في السرعة والبطء والبين ذكر تقريبا للإفهام قوله (هذا حديث حسن غريب) قال المنذري في الترغيب بعد ذكر هذا الحديث رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب والطبراني في الأوسط إلا أنه قال ما بين كل درجتين مسيرة خمسمائة عام انتهى قوله (لا أدري أذكر الزكاة أم لا) الظاهر أن قائله لا أدري هو عطاء بن يسار وفاعل ذكر هو معاذ بن جبل (إلا كان) كذا في النسخ الموجودة بزيادة إلا قبل كان ولا يستقيم معناها ههنا فهي زائدة وقد تكون هي زائدة كما في قوله الشاعر حراجيج ما تنفك إلا مناخة * على الخسف أو ترمي بها بلدا قفرا كذا في القاموس وقد روى أحمد هذا الحديث في مسنده ولم يقع في روايته لفظ إلا (حقا على الله) أي بوعده الصادق (ألا أخبر بها الناس) حتى يفرحوا بهذه البشارة (ذر الناس) أي أتركهم بلا بشارة (يعملون) أي يجتهدون في زيادة العبادة ولا يتكلون على هذا الاجمال (فإن في الجنة مائة درجة) قال القاري يمكن أن يراه به الكثرة لما ورد من رواية البيهقي عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا عدد درج الجنة عدد آي القرآن فمن دخل الجنة من أهل القرآن فليس فوقه درجة ويمكن أن يقال في الجنة مائة درجة لكل واحد من أهلها فيكون بيان أقل ما يكون فيها من أنواع السعة وأصناف النعمة (والفردوس) قال الحافظ الفردوس هو البستان الذي يجمع كل شئ وقيل هو الذي فيه العنب وقيل هو بالرومية وقيل بالقبطية وقيل بالسريانية وبه جزم أبو إسحاق الزجاج انتهى وقال في القاموس الفردوس الأودية التي تنبت ضروبا من النبت والبستان يجمع كل ما يكون في البساتين يكون فيه الكروم وقد يؤنث عربية أورومية نقلت أو سريانية انتهى (أعلى الجنة وأوسطها) أي أعدلها وأفضلها وأوسعها وخيرها ذكره السيوطي قال الطيبي النكتة في
(١٩٩)