الأمة التي نوأتها بيتا منسوب إلى السر بالكسر للجماع من تغيير النسب وقال في الصراح سرية بالضم على فعلية كنيزك فراشي وهي منسوبة إلى السر وهو الجماع وإنما ضمت سينه لأن الأبنية تغيرت في النسبة كدهري وسهلي بالضم فيهما من دهر وسهل قال الأخفش إنها مشتقة من السرور لأنه يسر بها جمعها سراري ويقال منه كسررت الجارية وتسريتها كما تظننت وتظنيت انتهى قوله (أخبرنا أبو معاوية) هو محمد بن خازم (عن الحارث بن سويد) التيمي أبي عائشة الكوفي ثقة ثبت من الثانية (حدثنا عبد الله) هو ابن مسعود قوله (أحدهما عن نفسه) أي من قوله (إن المؤمن يرى ذنوبه) قال الطيبي ذنوبه المفعول الأول والمفعول الثاني محذوف أي كالجبال بدليل قوله كذباب أي عظيمة ثقيلة (كأنه في أصل جبل) أي قاعد في أصله (يخاف أن يقع عليه) قال ابن أبي جمرة السبب في ذلك أن قلب المؤمن منور فإذا رأى من نفسه ما يخالف ما ينور به قلبه عظم الأمر عليه والحكمة في التمثيل بالجبل أن غيره من المهلكات قد يحصل التسبب إلى النجاة منه بخلاف الجبل إذا سقط على الشخص لا ينجو منه عادة وحاصله أن المؤمن يغلب عليه الخوف لقوة ما عنده من الإيمان فلا يأمن العقوبة بسببها وهذا شأن المؤمن أنه دائم الخوف والمراقبة يستصغر عمله الصالح ويخشى من صغير عمله السئ (وإن الفاجر) أي الفاسق (قال به) أي أشار إليه أو فعل به (هكذا) أي دفع الذباب بيده (لله) بفتح اللام (بتوبة أحدكم) أي من المعصية إلى الطاعة قال الطيبي لما صور حال المذنب بتلك الصورة الفظيعة أشار إلى أن الملجأ هو التوبة والرجوع إلى الله تعالى انتهى يعني فحصلت المناسبة بين الحديثين من الموقوف والمرفوع (من رجل) متعلق بأفرح (بأرض
(١٦٩)