أي عن استعماله في غير طاعة الله بأن لا تسجد لغيره ولا تصلي للرياء ولا تخضع به لغير الله ولا ترفعه تكبرا (وما وعى) أي جمعه الرأس من اللسان والعين والأذن عما لا يحل استعماله (وتحفظ البطن) أي عن أكل الحرام (وما حوى) أي ما اتصل اجتماعه به من الفرج والرجلين واليدين والقلب فإن هذه الأعضاء متصلة بالجوف وحفظها بأن لا تستعملها في المعاصي بل في مرضاة الله تعالى (وتتذكر الموت والبلى) بكسر الباء من بلى الشئ إذا صار خلقا متفتتا يعني تتذكر صيرورتك في القبر عظاما بالية (ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا) فإنهما لا يجتمعان على وجه الكمال حتى للأقوياء قاله القاري وقال المناوي لأنهما ضرتان فمتى أرضيت إحداهما أغضبت الأخرى (فمن فعل ذلك) أي جميع ما ذكر قوله (هذا حديث غريب) وأخرجه أحمد والحاكم والبيهقي قال المناوي قال الحاكم صحيح وأقره الذهبي انتهى وفي إسناده الترمذي الصباح بن محمد وهو ضعيف كما عرفت قال العقيلي في حديثه وهم ويرفع الموقوف وقال الذهبي في الميزان رفع حديثين هما من قول عبد الله بن مسعود قوله (وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن) هو الدارمي (أخبرنا عمرو بن عون) ابن أوس الواسطي أبو عثمان البزار البصري ثقة ثبت من العاشرة (عن ضمرة بن حبيب) بن صهيب الزبيدي بضم الزاي الحمصي ثقة من الرابعة (عن شداد بن أوس) بن ثابت الأنصاري صحابي مات بالشام قبل الستين أو بعدها وهو ابن أخي حسان بن ثابت
(١٣١)