عنها ابتغاء وجهك والدار الآخرة فارجعوا رحمكم الله والله أسأل أن يخلفني فيكم أحسن الخلافة فودعه القوم ورجعوا وهم يبكون على فراقه (5) كا 206 ج 8 - (عدة من أصحابنا - معلق) عن سهل عن محمد بن الحسن (بن شمون) عن محمد بن حفص التميمي قال حدثني أبو جعفر الخثعمي قال قال لما سير عثمان أبا ذر إلى الربذة شيعه أمير المؤمنين وعقيل والحسن والحسين عليهم السلام وعمار بن ياسر رضي الله عنه فلما كان عند الوداع قال أمير المؤمنين عليه السلام يا أبا ذر انك انما غضبت لله عز وجل فارج من غضبت له ان القوم خافوك على دنياهم و خفتهم على دينك فأرحلوك عن الفناء وامتحنوك بالبلاء ووالله لو كانت السماوات والأرض على عبد رتقا ثم اتقى الله عز وجل جعل له منها مخرجا فلا يؤنسك الا الحق ولا يوحشك الا الباطل ثم تكلم عقيل فقال يا أبا ذر أنت تعلم انا نحبك ونحن نعلم انك تحبنا وأنت قد حفظت فينا ما ضيع الناس الا القليل فثوابك على الله عز وجل ولذلك أخرجك المخرجون وسيرك المسيرون. فثوابك على الله عز وجل فاتق الله واعلم أن استعفاءك البلاء من الجزع واستبطاءك العافية من اليأس فدع اليأس والجزع وقل حسبي الله ونعم الوكيل ثم تكلم الحسن عليه السلام فقال يا عماه ان القوم قد أتوا إليك ما قد ترى وان الله عز وجل بالمنظر الأعلى فدع عنك ذكر الدنيا بذكر فراقها وشدة ما يرد عليك لرخاء ما بعدها واصبر حتى تلقى نبيك صلى الله عليه وآله وهو عنك راض ان شاء الله ثم تكلم الحسين عليه السلام فقال يا عماه ان الله تبارك وتعالى قادر أن يغير ما ترى وهو كل يوم في شأن ان القوم منعوك دنياهم ومنعتهم دينك فما أغناك عما منعوك وما أحوجهم إلى ما منعتهم فعليك بالصبر فان الخير في الصبر والصبر من الكرم ودع الجزع فان الجزع لا يغنيك ثم تكلم عمار رضي الله عنه فقال يا أبا ذر أوحش الله من أوحشك وأخاف من أخافك انه والله ما منع الناس أن يقولوا الحق الا الركون إلى الدنيا
(٤٧٤)