وفاض فانصاع به سحابه، وجرى اثار هيدبه - 1 - جنابه - 2 - سقيا منك محيية مروية - 3 - محفلة مفضلة، زاكيا نبتها ناميا زرعها، - 4 - ناضرا عودها، ممرعة آثارها جارية بالخير والخصب على أهلها، تنعش بها الضعيف من عبادك، وتحيى بها الميت من بلادك، وتنعم بها المبسوط من رزقك، وتخرج بها المخزون من رحمتك، وتعم بها من ناء - 5 - من خلقك حتى تخصب لامراعها المجدبون، وتحيى ببركتها المسنتون وتترع بالقيعان غدرانها، وتورق ذرى الآكام - 6 - رجواتها - 7 - ويدهام بذرى الآكام شجرها، وتستحق (علينا - فقيه مصباح) بعد اليأس شكرا منة من مننك مجللة، ونعمة من نعمك مفضلة على بريتك المرملة - 8 - وبلادك المغربة - 9 - وبهائمك المعملة، ووحشك المهملة.
اللهم منك ارتجاؤنا، واليك مآبنا، فلا تحبسه عنا لتبطنك - 10 - سرائرنا، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، فإنك تنزل الغيث من بعد ما قنطوا، وتنشر رحمتك وأنت الولي الحميد، ثم بكا فقال سيدي صاخت جبالنا، واغبرت أرضنا، وهامت دوابنا، وقنط ناس منا أو من قنط منهم، وتاهت البهائم، وتحيرت في مراتعها، وعجت عجيج الثكلى على أولادها، وملت الدوران في مراتعها حين حبست عنها قطر السماء فرق - 11 - لذلك عظمها، وذهب لحمها وذاب شحمها، وانقطع درها، اللهم ارحم أنين الآنة، وحنين الحانة، ارحم تحيرها في مراتعها، وأنينها في مرابضها.
المصباح 368 - روى ان أمير المؤمنين صلوات الله عليه خطب بهذه الخطبة