بالصفواني قال: [قد] (1) خرجت قافلة من خراسان إلى كرمان، فقطع اللصوص عليهم الطريق وأخذوا منهم رجلا اتهموه بكثرة المال، فبقي في أيديهم مدة يعذبونه ليفتدى منهم نفسه، وأقاموه في الثلج [فشدوه] (2) وملأوا فاه من ذلك الثلج، فرحمته امرأة من نسائهم، فأطلقته وهرب، فانفسد فمه ولسانه حتى لم يقدر على الكلام.
ثم انصرف إلى خراسان وسمع بخبر (3) علي بن موسى الرضا - عليه السلام - وأنه بنيسابور، فرأى ما يرى (4) النائم كان قائلا يقول له: إن ابن رسول الله - صلى الله عليه وآله - قد ورد خراسان فسله عن علتك، فربما يعلمك دواء [ما] (5) تنتفع به.
قال: فرأيت كأني قد قصدته - عليه السلام - وشكوت إليه ما كنت دفعت إليه وأخبرته بعلتي، فقال لي: خذ من الكمون (6) والسعتر والملح ودقه، وخذ منه في فمك مرتين أو ثلاثا فإنك تعافى، فانتبه الرجل من منامه ولم يفكر فيما كان رأى في منامه ولا اعتد به، حتى ورد باب نيسابور، فقيل له: إن علي بن موسى الرضا - عليه السلام - قد ارتحل من نيسابور وهو ب (رباط سعد).