مدينة المعاجز - السيد هاشم البحراني - ج ٧ - الصفحة ٥٢٢
بعد ما مضى ابنه أبو جعفر، وإني لأفكر في نفسي أريد أن أقول: كأنهما - أعنى أبا جعفر وأبا محمد - في هذا الوقت كأبي الحسن موسى و إسماعيل ابني جعفر بن محمد - عليه السلام - وإن قصتهما كقصتهما، إذ كان أبو محمد - عليه السلام - المرجى بعد أبي جعفر - عليه السلام -، فاقبل على أبو الحسن قبل أن أنطق فقال: نعم يا أبا هشام بدا لله في أبى محمد بعد أبي جعفر (1) ما لم يكن يعرف له، كما بدا له في موسى بعد مضى إسماعيل ما كشف به عن حاله، وهو كما حدثتك نفسك وإن كره المبطلون، وأبو محمد ابني الخلف من بعدي، عنده علم ما يحتاج إليه، ومعه آلة الإمامة. (2)

(١) هو السيد محمد المعروف، جلالته وعظم شانه أكثر من أن يذكر، وقبره مزار معروف في (بلد) التي هي مدينة قديمة على يسار دجلة قرب سامراء، والعامة والخاصة يعظمون مشهده الشريف ويعبرون عنه بسبع الدجيل.
(٢) الكافي: ١ / ٣٢٧ ح ١٠، وأخرجه في كشف الغمة: ٢ / 406 عن الارشاد باسناده عن الكليني، وفي البحار: 50 / 241 ح 7 عن الارشاد وغيبة الطوسي: 82 ح 84 وص 200 ح 167، وفي إثبات الهداة: 3 / 398 ح 18 عنهما مختصرا.
وهذا الخبر صريح في وفاة أبى جعفر محمد بن علي العسكري - عليه السلام - ولكن جملة (بدا لله) غير موافق لقواعد الامامية والمتواترة من أخبارهم، لاشتماله على بداء لا يجوزونه، لان ما يجوزونه من إطلاق البداء هو ظهور أمر لله سبحانه لم يكن ظاهرا لغيره تعالى وإن كان قبله أيضا في علمه تعالى واللوح المحفوظ مثل ما ظهر بعد، وإليه يشير ما ذكره الشيخ في ذيل الرواية.
والمستفاد من الأخبار المعتبرة الأخرى أن البداء في إسماعيل بن جعفر ومحمد بن علي كان لأجل ما كان ظاهرا لأكثر الناس من أن الإمامة ينتهى إليها لا لأجل الدلالة والإشارة والنصب من جعفر الصادق - عليه السلام - لإسماعيل أو من على العسكري - عليه السلام - على ابنه محمد.
فالخبر وأمثاله من جهة اشتماله على الدلالة والإشارة والنصب من أبيهما لهما مخالف لقواعد الامامية والمعتبرة بل المتواترة من أخبارهم، فلا بد من طرحها من تلك الجهة أو تأويلها مع الامكان.
(٥٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 517 518 519 520 521 522 523 524 525 526 527 ... » »»
الفهرست