مدينة المعاجز - السيد هاشم البحراني - ج ٧ - الصفحة ١٦٠
له: أجب أمير المؤمنين، فلبس نعله ورداءه وقام يمشى وأنا أتبعه، حتى دخل [على] (1) المأمون وبين يديه طبق عليه عنب وأطباق فاكهة، وبيده عنقود عنب قد أكل بعضه وبقى بعضه.
فلما أبصر بالرضا - عليه السلام - وثب إليه فعانقه وقبل ما بين عينيه وأجلسه معه، ثم ناوله العنقود وقال: يا بن رسول الله ما رأيت عنبا أحسن من هذا!
قال (2) له الرضا - عليه السلام -: ربما يكون (3) عنبا حسنا يكون من الجنة.
فقال له: كل منه، فقال [له] (4) الرضا - عليه السلام - تعفيني منه، فقال:
لابد من ذلك، وما يمنعك منه لعلك تتهمنا بشئ، فتناول العنقود فاكل منه، ثم ناوله فاكل منه الرضا - عليه السلام - ثلاث حبات ثم رمى به [وقام] (5).
فقال المأمون: إلى أين؟ قال: [إلى] (6) حيث وجهتني، وخرج - عليه السلام - مغطى الرأس فلم أكلمه حتى دخل الدار، فامر أن يغلق الباب فغلق، ثم نام - عليه السلام - على فراشه، (فمكثت واقفا في صحن الدار مغوما (7) محزونا، فبينا أنا كذلك، إذ دخل على شاب حسن الوجه

(1) من البحار، وفيه ومشى.
(2) في المصدر والبحار: فقال.
(3) في المصدر والبحار: كان معناه: أي كثيرا ما يكون العنب عنبا حسنا، يكون من الجنة.
والحاصل: أن العنب الحسن إنما يكون في الجنة التي أنت محروم منها (العوالم).
(4) من المصدر والبحار، وفي البحار: تعفيني عنه.
(5) من المصدر والبحار.
(6) من المصدر والبحار.
(7) في المصدر والبحار: مهموما، وفي المصدر: فبينما.
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»
الفهرست