مدينة المعاجز - السيد هاشم البحراني - ج ٧ - الصفحة ١٣٥
وإن كانت الخلافة ليست لك فلا يجوز [لك] (1) أن تجعل لي ما ليس لك، فقال له المأمون: يا بن رسول الله لابد لك من قبول هذا الامر.
فقال: لست أفعل ذلك طائعا أبدا، فما زال يجهد به أياما حتى يئس من قبوله.
فقال له: فإن لم تقبل الخلافة ولم تحب (2) مبايعتي لك فكن (لي) (3) ولى عهدي لتكون الخلافة لك بعدي.
فقال الرضا - عليه السلام -: والله حدثني أبي، عن آبائه، عن أمير المؤمنين - عليه السلام -، عن رسول الله - صلى الله عليه وآله - انى أخرج من الدنيا قبلك مقتولا بالسم، [مظلوما] (4) تبكى على ملائكة السماء وملائكة الأرض، وادفن في أرض غربة إلى جنب هارون الرشيد، فبكى المأمون ثم قال له: يا بن رسول الله ومن الذي يقتلك أو يقدر على الإساءة إليك وأنا حي؟
فقال الرضا - عليه السلام -: أما إني لو أشاء أن أقول من الذي يقتلني لقلت، فقال المأمون: يا بن رسول الله إنما تريد بقولك هذا التخفيف عن نفسك ودفع هذا الامر عنك، ليقول الناس إنك زاهد في الدنيا.
فقال الرضا - عليه السلام -: والله ما كذبت منذ خلقني ربي عز وجل وما زهدت في الدنيا للدنيا، وإني لاعلم ما تريد، فقال المأمون: وما

(1) من المصدر.
(2) كذا في المصدر والبحار، وفي الأصل: تجب.
(3) ليس في المصدر والبحار.
(4) من المصدر والبحار.
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»
الفهرست