الغارات - إبراهيم بن محمد الثقفي - ج ٢ - الصفحة ٦٢٦
فقال (1): إن سرت يا أمير المؤمنين سرنا معك فقال: اللهم ما لكم؟! لا سددتم لمقال - الرشد، أفي مثل هذا ينبغي لي أن أخرج؟! إنما يخرج في مثل هذا رجل ممن ترضون من فرسانكم وشجعانكم، ولا ينبغي لي أن أدع الجند والمصر وبيت المال وجباية الأرض
١ - نقله المجلسي (ره) في ثامن البحار في باب سائر ما جرى من الفتن (ص ٦٧١، س ١٨) وقال السيد الرضي (ره) في نهج البلاغة في باب المختار من الخطب: (ومن كلام له عليه السلام وقد جمع الناس وحضهم على الجهاد فسكتوا مليا فقال (ع): (ما بالكم أمخرسون أنتم؟ - فقال قوم منهم: يا أمير المؤمنين إن سرت سرنا معك فقال (ع): (ما بالكم لا سددتم لرشد ولا هديتم لقصد) فذكر الكلام قريبا مما في المتن بزيادة في آخره وهي قوله (ع) بعد كلمة (شمال): (طعانين عيابين حيادين رواغين إنه لا غناء في كثرة عددكم مع قلة اجتماع قلوبكم لقد حملتكم على الطريق الواضح التي لا يهلك عليها إلا هالك، من استقام فإلى الجنة، ومن زل فإلى النار) (أنظر شرح النهج الحديدي ج 2، ص 259).
وقال ابن أبي الحديد في شرحه: (وهذا كلام قاله أمير المؤمنين عليه السلام في بعض غارات أهل الشام على أطراف أعماله بالعراق بعد انقضاء أمر صفين والنهروان وقد ذكرنا سببه وواقعته فيما تقدم).
أقول: (قول ابن أبي الحديد: (على أطراف أعماله بالعراق) كأنه سهو منه فإن الغارة قد كانت على اليمن.