على قبورهم فقل أيتها الأجساد البالية والأعضاء المتفرقة كيف وجدتم الدار التي أنتم بها أي بني وكأنك عن قليل قد صرت كأحدهم فاصلح مثواك ولاتبع آخرتك بدنياك ودع القول فيما لا تعرف و الخطاب فيما لا تكلف وامسك عن طريق إذا خفت ضلاله فإن الكف عن خيرة الضلالة خير من ركوب الأهوال وأمر بالمعروف تكن من أهله وأنكر المنكر بلسانك ويدك وباين من فعله بجهدك وجاهد في الله حق جهاده ولا تأخذك في الله لومة لائم وخض الغمرات إلى الحق حيث كان وتفقه في الدنيا وعود نفسك التصبر والجئ في الأمور نفسك كلها إلى الهلك فإنك تلجئها إلى كهف حريز ومانع عزيز وأخلص في المسألة لربك فان بيده العطاء والحرمان وأكثر الاستخارة وتفهم وصيتي ولا تذهبن عنها صفحا فان خير القول ما نفع واعلم أنه لا خير في علم لا ينفع ولا ينتفع بعلم حتى لا يقال به أي بني إني لما رأيتك قد بلغت سنا ورأيتني ازداد وهنا بادرت بوصيتي إياك خصالا منهن أن
(١٩٤)