عندهم مهجور يحبون من غشهم ويملون من داهنهم قلوبهم خاوية لا يسمعون دعاء ولا يجيبون سائلا قد استولت عليهم سكرة الغفلة ان تركتهم لم يتركوك وان تابعتهم اغتالوك اخوان الظاهر وأعداء السرائر يتصاحبون على غير تقوى فإذا افترقوا ذم بعضهم بعضا يموت فيهم السنن ويحيى فيهم البدع فاحمق الناس من اسف على فقدهم أو سر بكثرتهم فكن عند ذلك يا بني كابن اللبون لا ظهر فيركب ولا وبر فيسلب ولا ضرع فيحلب فما طلابك بقوم إن كنت عالما أعابوك وان كنت جاهلا لم يرشدوك وان طلبت العلم قالوا متكلف متعمق وان تركت طلب العلم قالوا عاجز غبي وان تحققت لعبادة ربك قالوا مصنع مرائ وان لزمت الصمت قالوا لكن وان نطقت قالوا مهذار وان أنفقت قالوا مسرف وان اقتصرت قالوا بخيل وان احتجت إلى ما في أيديهم صادموك وذموك وان لم تعتد بهم كفروك فهذه صفة أهل زمانك فأصغاك من فزع عن جودهم وامن من الطمع
(١٨٩)