بتعليم كتاب الله وتأويله وشرائع الاسلام وأحكامه وحلاله و حرامه ولا أجاوز ذلك بك إلى غيره ثم أشفقت أن يلبسك ما اختلف الناس فيه أهوائهم مثل الذي لبسهم وكان أحكام ذلك لك على ما كرهت من تنبيهك له أحب إلي من اسلامك إلى أمر لا آمن عليك فيه الهلكة ورجوت أن يوفقك الله فيه لرشدك وان يهديك لقصدك فعهدت إليك وصيتي هذه واحكم مع ذلك أي بني إن أحب ما أنت أخذ به إلي من وصيتي تقوى الله و الاقتصار على ما افترض عليك والاخذ بما مضى إليه الأولون من آباءك والصالحون من أهل ملتك فإنهم لم يدعوا أن ينظروا لأنفسهم كما أنت ناظر وفكروا كما أنت مفكر ثم ردهم آخر ذلك إلى الاخذ بما عرفوا والامساك عما لم يكلفوا فإن أبت نفسك أن تقبل ذلك دون أن تعلم كما كانوا علموا فليكن طلبك ذلك بتفهم وتعلم لا بتورط الشبهات وعلو الخصومات وابدء قبل نظرك في ذلك
(١٩٦)