فيهم فهو مقبل على شانه مدبر لأهل زمانه ومن صفة العالم أن لا يعظ الا من يقتل عظته ولا ينصح معجبا برأيه ولا يخبر بما يخاف اذاعته ولا توذع سرك الا عند كل ثقة ولا تلفظ الا بما يتعارفون به الناس ولا تخالطهم إلا بما يعقلون فاحذر كل الحذر وكن فردا وحيدا واعلم أن من نظر في عيب نفسه شغل عن عيب غيره ومن كابد الأمور عطب ومن اقتحم اللجج غرق ومن أعجب برأيه ضل ومن استغنى بعقله زل ومن تكبر على الناس ذل ومن مزح استخف به ومن كثر من شئ عرف به ومن كثر كلامه كثر خطائه ومن كثر خطائه قل حياءه ومن قل حياءه قل ورعه ومن قل ورعه قل دينه ومن قل دينه مات قلبه ومن مات قلبه دخل النار ومن كتب عليه السلام ما نقلته جماعة كثيرة من تقاة الاعلام والمحدثين الفخام منهم ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني في كتابه الرسائل ومنهم أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري في كتابه الزواجر والمواعظ في الجزء الأول منه من نسخة تاريخها ذو القعدة سنة ثلاث وسبعين وأربعمأة كما نقله العلامة المجلسي أعلى الله مقامه في المجلد السابع عشر من مجلدات بحار الأنوار عن كتاب الوصايا للسيد الجليل ابن طاوس الحسني رحمه الله عن كتاب الزواجر والمواعظ أنه قال ما هذا لفظه وصيته أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لولده ولو كان من
(١٩٠)