وانما أهلها كلاب عاوية وسباع ضارية يهر بعضها على بعض يأكل عزيزها ذليلها وكبيرها صغيرها قد أضلت أهلها عن قصد السبيل و سلكت بهم طريق العمى وأخذت بأبصارهم عن منهج الصواب فتاهوا في حيرتها وغرقوا في فتنتها واتخذوا هاربا فلعبت بهم ولعبوا بها ونسوا ما ورائها قد أضلت عقولها وركبت مجهولها سروح عاهة بواد وعث ليس لها راع يقيمها رويدا حتى يسفر الظلام كان قد وردت الظعينة يوشك من أسرع أي يؤب واعلم أن من كانت مطيته الليل والنهار فإنه يسار به وإن كان لا يسير أبى الله الا خراب الدنيا وعمارة القلعة بالضم فالسكون أي لا يصلح للاستيطان والإقامة يقال منزل قلعة أي لا يملك لنازله ويقلع عنه ولا يدري متى ينفلع عنه والبلغة ما يبلغ به من العيش والمراد انها دار تؤخذ فيها الكفاية للآخرة و الحذر بالكسر الاحتراز والاحتراس والغرة بالكسر والتشديد الغفلة ونعتت لك نفسها في نسخة نعت لك من النعي وهو الاخبار بالموت والمراد ان الدنيا تخبر بحالها من التغير والتحول عن فنائها التكالب التوائب وتكالبهم عليها أي شديد حرصهم عليها ضارية أي مولعة بالافتراس يهر أي يكره أن ينظر بعضها بعضا ويمقت العمى والعمائة الغواية فتاهوا أي ضلوا عن الطريق الشين ضد الزين أضلت عقولها أضاعت عقولها الروح بالضم جمع سرح المال السالم من الإبل ونحوها الماشية والعاهة الآفة والوعث الطريق الغليظ العسر يصعب السير فيه رويدا مصدر أورد مصغرا تصغير الترخيم مهلا ويسفر أي يكشف والمعنى عن قريب يكشف ظلام الجهل عما خفى من الحقيقة بحلول الموت الظغينة الهودج عبر به عليه السلام عن المسافرين في طريق الدنيا إلى الآخرة كان حالهم أن وردوا على غاية سيرهم وقوله عليه السلام يؤب أي يرجع
(٢٠٥)