فجنبهما ا لله السداد وأهوى بهما في غمرة الضلال وكانا أهل ذلك فانخذلت عنا فرقة منهم فتركناهم ما تركونا حتى إذا عاثوا في الأرض مفسدين وقتلوا المؤمنين آتيناهم فقلنا لهم ادفعوا إلينا قتلة اخواننا فقالوا ك لنا قتلهم وكلنا استحللنا دمائهم ودماءكم و شدت علينا خيلهم ورجالهم فصرعهم الله مصارع القوم الظالمين ثم أمرتكم أن تمضوا من فوركم ذلك إلى عدوكم فإنه أفزع لقلوبهم وانهك لمكرههم واهتك لكيدهم فقلتم كلت أدرعنا وسيوفنا ونفدت نبالنا ونصلت اسنة رما حنا فأذن لنا فلنرجع حتى نستعد بأحسن عدتنا وإذا رجعت زدت في مقاتلتنا عدة من هلك منا ومن قد فارقنا فان ذلك قوة منا على عدونا فأقبلتم حتى إذا أظللتم على الكوفة أمرتكم أن تلزموا معسكركم وتضموا قواصيكم وتتوطنوا على الجهاد ولا تكثروا زيارة أولادكم ونساءكم فإن ذلك يرق قلوبكم ويلويكم وان أصحاب الحرب لا يتوجدون ولا يتوجعون ولا يسئمون من سهر ليلهم ولا من ظمأ نهارهم
(١٧٨)