فخشوا إن وليت عليهم أن لا يكون لهم في هذا الامر نصيب فبايعوا اجماع رجل واحد حتى صرفوا الامر عني لعثمان فأخرجوني منها رجاء أن يتداولوها حين يئسوا أن ينالوها ثم قالوا لي هلم فبايع عثمان والا جاهدناك فبايعت مستكرها وصبرت محتسبا وقال قائلهم انك يا ابن أبي طالب على الامر لحريص قلت لهم أنتم أحرص أما أنا إذ طلبت ميراث ابن أبي وحقه وأنتم إذ دخلتم بيني وبينه وتضربون وجهي دونه اللهم إني أستعين بك على قريش فإنهم قطعوا رحمي وصغروا عظيم منزلتي وفضلي واجتمعوا على منازعتي حقا كنت أولى به منهم فسلبونيه ثم قالوا اصبر كمدا وعش متأسفا فنظرت فإذا ليس معي رفاقة ولا مساعد إلا أهل بيتي فضننت بهم على الهلاك فأغضيت عيني على القذى وتجرعت ريقي على الشجى وصبرت من كظم الغيظ على أمر من العلقم طعما وألم للقلب من حز الحديد حتى إذا نقمتم على عثمان آتيتموه فقتلتموه ثم جئتموني تبايعوني فأبيت عليكم وأبيتم علي فنازعتموني ودافعتموني
(١٧٥)