انصرف خرج، ثم استقبل القبلة؟ فقال جابر: ما كنت أحسب يصنع هذا إلا اليهود والنصارى. قال أبو عبد الله: أكره ذلك. (والحائض) أو النفساء (تقف على باب المسجد) الحرام (وتدعو بذلك) الدعاء استحبابا لتعذر دخوله.
فصل:
(وإذا فرغ من الحج استحب له زيارة النبي (ص) وقبري صاحبيه) أبي بكر وعمر (رضي الله) تعالى (عنهما).
لحديث الدارقطني عن ابن عمر، قال: قال رسول الله (ص): من حج فزار قبري بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي. وفي رواية: من زار قبري وجبت له شفاعتي رواه باللفظ الأول سعيد.
تنبيه: قال ابن نصر الله: لازم استحباب زيارة قبره (ص) استحباب شد الرحال إليها.
لأن زيارته للحاج بعد حجه لا تمكن بدون شد الرحل. فهذا كالتصريح باستحباب شد الرحل لزيارته (ص). (قال) الامام (أحمد: إذا حج الذي لم يحج قط يعني من غير طريق الشام لا يأخذ على طريق المدينة. لأنه إن حدث به حدث الموت كان في سبيل الحج) وهو من سبيل الله. فيكون شهيدا، على ما تقدم بحثه عن صاحب الفروع. وعبارة الشرح وشرح المنتهى: لا يأخذ على طريق المدينة. لأني أخاف أن يحدث به حدث. فينبغي أن يقصد مكة من أقصر الطريق. ولا يتشاغل بغيره. (وإن كان) الحج (تطوعا بدأ بالمدينة) قال ابن نصر الله في هذا: إن الزيارة أفضل من حج التطوع. وإن حج الفرض أفضل منها، انتهى.
قلت: قد يتوقف في ذلك، وإنما أراد الامام أن ينضم إلى قصد الحج قصد الزيارة، فيثاب