ثم الكتب السماوية المنسوخة الغير المحرفة لا تدخل في كتب الضلال، وأما المحرفة كالتوراة والإنجيل على ما صرح به جماعة فهي داخلة في كتب الضلال بالمعنى الأول بالنسبة إلينا حيث إنها لا توجب للمسلمين بعد بداهة نسخها ضلالة، نعم توجب الضلالة لليهود والنصارى قبل نسخ دينهما فالأدلة المتقدمة لا تدل على حرمة حفظها، قال قدس سره في المبسوط في باب الغنيمة من الجهاد: فإن كان في المغنم كتب نظر وإن كانت مباحة يجوز إقرار اليد عليها مثل كتب الطب والشعر واللغة و المكاتبات فجميع ذلك غنيمة، وكذلك المصاحف وعلوم الشريعة كالفقه والحديث لأن هذا مال يباع ويشترى وإن كانت كتبا لا يحل إمساكها كالكفر والزندقة وما أشبه ذلك فكل ذلك لا يجوز بيعه فإن كان ينتفع بأوعيته إذا غسل كالجلود ونحوها، فإنها غنيمة وإن كانت مما لا ينتفع بأوعيته كالكاغذ فإنها تمزق ولا تحرق إذ ما من كاغذ إلا وله قيمة وحكم التوراة والإنجيل هكذا كالكاغذ فإنه يمزق لأنه كتاب مغير مبدل، انتهى.
____________________
{1} هذا هو الموضع الثالث والكلام فيه في موردين:
الأول في الموضوع وبيان المراد من كتب الضلال.
الثاني: في المتعلق وهو بيان المراد من الحفظ.
{2} أما الأول فقد احتمل المصنف قدس سره أن يكون المراد بكتب الضلال الكتب المشتملة على المطالب الباطلة، فالكتب السماوية المحرفة من كتب الضلال حتى بالنسبة إلى المسلمين لاشتمالها على المطالب الباطلة، وكذا تصانيف المخالفين المشتملة على تفضيل.
الأول في الموضوع وبيان المراد من كتب الضلال.
الثاني: في المتعلق وهو بيان المراد من الحفظ.
{2} أما الأول فقد احتمل المصنف قدس سره أن يكون المراد بكتب الضلال الكتب المشتملة على المطالب الباطلة، فالكتب السماوية المحرفة من كتب الضلال حتى بالنسبة إلى المسلمين لاشتمالها على المطالب الباطلة، وكذا تصانيف المخالفين المشتملة على تفضيل.