حقه "... فلما نزلت هذه الآية على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ادعوا لي فاطمة، فدعيت له، فقال: يا فاطمة، قالت: لبيك يا رسول الله، فقال: هذه فدك، هي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، وهي لي خاصة دون المسلمين، وقد جعلتها لك لما أمرني الله - تعالى - به، فخذيها لك ولولدك. " (1) ورواها أيضا في تحف العقول (2).
4 - وفي شرح ابن أبي الحديد بسنده، عن الزهري، قال:
" بقيت بقية من أهل خيبر تحصنوا فسألوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يحقن دماءهم يسيرهم ففعل، فسمع ذلك أهل فدك فنزلوا على مثل ذلك، وكانت للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خاصة لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب. " (3) وروى نحو ذلك البلاذري في فتوح البلدان. (4) 5 - وفيه أيضا:
" قال أبو بكر: وروى محمد بن إسحاق أيضا أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما فرغ من خيبر قذف الله الرعب في قلوب أهل فدك، فبعثوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فصالحوه على النصف من فدك، فقدمت عليه رسلهم بخيبر أو بالطريق أو بعد ما أقام بالمدينة، فقبل ذلك منهم. وكانت فدك لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خالصة له، لأنه لم يوجف عليها بخيل لا ركاب. قال: وقد روي أنه صالحهم عليها كلها. " (5) إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة الواردة في هذا المجال.
وبالجملة، ففدك كانت مما لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب، فكانت خالصة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، يعني لم يتعلق بها حق للمقاتلين، بل كانت بأجمعها تحت اختيار