المؤمنين علي بن أبي طالب ع ولي الله القائم بالحق بعد رسول الله ص ويسمي الأئمة له واحدا ليقر بالإيمان بالله تعالى وبرسوله وأئمته ع، عند وفاته ويختم بذلك أعماله فإن استطاع أن يحرك بالشهادة بما ذكرناه لسانه وإلا عقد بها قلبه إن شاء الله. ويستحب أن يلقن أيضا كلمات الفرج وهي: لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم سبحان الله رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع وما فيهن وما بينهن ورب العرش العظيم، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين، فإن ذلك مما يسهل عليه صعوبة ما يلقاه من جهد خروج نفسه.
فإذا قضى نحبه فلتغمض عيناه ويطبق فوه وتمد يداه إلى جنبيه وتمد ساقاه - إن كانتا منقبضتين - ويشد لحييه إلى رأسه بعصابة ويمد عليه ثوب يغطى به، وإن مات ليلا في بيت أسرج في البيت مصباح إلى الصباح ولم يترك وحده فيه بل يكون عنده من يذكر الله عز وجل ويتلو كتابه أو ما يحسنه منه ويستغفر الله تعالى له، ولا يترك على بطنه حديدة كما تفعل العامة الجهال ذلك.
ثم ليستعد لغسله فيؤخذ من السدر المسحوق رطل أو نحو ذلك ومن الأشنان شئ يسير ينجى به ومن الكافور الجلال وزن نصف مثقال إن تيسر وإلا فما تيسر منه - وإن قل - ومن الذريرة الخالصة من الطيب المعروفة بالقمحة مقدار رطل إلى أكثر من ذلك، ويؤخذ لحنوطه وزن ثلاثة عشر درهما وثلث من الكافور الخام الذي لم تمسه النار وهو السائغ للحنوط وأوسط أقداره وزن أربعة دراهم وأقلها وزن مثقال إلا أن يتعذر ذلك، ثم يعد له شئ من القطن ويعد الكفن - وهو قميص ومئزر وخرقة يشد بها أسفله إلى وركيه ولفافة وحبرة وعمامة وليستعد جريدتان من النخل خضراوان طول كل واحدة منهما قدر عظم الذراع فإن لم يوجد من النخل الجريد يعوض عنه بالخلاف، فإن لم يوجد الخلاف يعوض عنه بالسدر، وإن لم يوجد شئ من هذه الشجر ووجد غيره من الشجر يعوض عنه بعد أن يكون رطبا، فإن لم يوجد شئ من ذلك فلا حرج على الانسان في تركه للاضطرار.
ولا ينبغي أن يقطع شئ من أكفان الميت بحديد ولا يقرب النار ببخور ولا غيره، والسنة أن تكون إحدى اللفافتين حبرة يمنية غير مذهبة، ويفرع من حوائجه وكفنه ثم يؤخذ في