ولم يكونوا يتحملون مشقة السفر إلى الفرسخين مع القدرة على أقل الواجب، وقد عرفت أن السيرة المستمرة قد استقرت على تصدي الخلفاء والأمراء لإقامتها وعلى سعي سائر الناس إلى ما انعقدت بتصديهم من دون أن يظهر من الأئمة (عليه السلام) إنكار وردع بالنسبة إلى ذلك.
فهذه السيرة المستمرة بالتفصيل الذي ذكرناه من أقوى الشواهد على كون إقامتها من مناصب الإمام (عليه السلام) أو من نصبه، وقد مر تقرير ذلك ببيان آخر في أوائل المسألة، فراجع.
الثاني من أدلة الاشتراط: إجماع الإمامية بل المسلمين، كما ادعاهما الشيخ في الخلاف وقد اطلعت آنفا على ذلك وعلى جل أقوال القدماء من أصحابنا وقد أفتوا بالاشتراط في كثير من كتبهم المعدة لنقل أصول المسائل المتلقاة عنهم (عليهم السلام)، وعرفت أيضا أن خلاف الشافعي ومالك وأحمد لا يضر بالإجماع للعلم ببطلان مستندهم، فراجع. (1) الثالث: أن وزان الجمعة عندنا وزان صلاة العيدين في الشرائط، وإقامة صلاة