البلاد الكبيرة بآخر المحلة، إذ صرف تسمية قسمة من البلد باسم لا يوجب صيرورة الخارج منها مسافرا؛ فإذا فرض كون شخص ساكنا في آخر محلة من بلد مجاورا للمحلات الأخر وكان تردده في جميع الأيام في شوارع المحلات الأخر وكان قضاء حوائجه اليومية في تلك المحلات من دون أن يكون له شأن وشغل في محلة نفسه فهل يمكن أن يقال إنه إذا خرج من محلة نفسه بقصد السفر صار مسافرا ما لم يخرج من البلد؟ لا، ولا يقبل الوجدان ذلك، بل هذا الشخص أيضا ينسب إلى مجموع البلد فيقال: فلان ساكن بلدة إسلامبول مثلا ومقيم فيها، والملاك في صدق عنوان المسافر هو الخروج من محل الإقامة كما عرفت.
ومن الغريب ما ذكره بعضهم في هذا المقام من أن الموضوعات الشرعية يجب أن تحمل على الأفراد المتعارفة، نظير ما ذكر في تحديد الوجه من رجوع غير مستوى الخلقة إليه، فيحمل البلد في هذا المقام أيضا على البلد المتعارف.
ويرد عليه أنه لم يرد في أخبارنا في هذا المقام لفظ البلد حتى يحمل على المتعارف منه، وكون الاعتبار بالبلد أمر استظهرناه من فهم العرف ومن خلال بعض التعبيرات الواردة في بعض الروايات.