قبور المسلمين؟ فأشار بيده إلى الأرض فوضعها عليه وهو مقابل القبلة " (1).
مسألة: ويلقنه الولي بعد انصراف الناس عنه، هذا هو التلقين الثالث، وهو مذهب علمائنا أجمع، وأنكر ذلك من سواهم من الفقهاء الأربعة.
لنا ما رووه عن أبي إمامة الباهلي " إن النبي صلى الله عليه وآله قال: إذا مات أحدكم وسويتم عليه التراب فليقم أحدكم عند رأس قبره، ثم ليقل: يا فلان بن فلان، فإنه يسمع ولا يجيب، ثم يقول: يا فلان بن فلانة فيستوي قاعدا، فإنه يقول: أرشدنا يرحمك الله، فيقول: اذكر ما خرجت من دار الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وأنك رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وآله نبيا، وبالقرآن كتابا، وبعلي عليه السلام إماما، فإن منكرا ونكيرا يتأخر كل واحد منهما فيقول:
انطلق فما يقعدنا عند هذا وقد لقن حجته، قال: يا رسول الله صلى الله عليه وآله فإن لم يعرف اسم أمه؟ قال: انسبه إلى حواء ".
ومن طريق الأصحاب عن يحيى بن عبد الله عليه السلام قال: " سمعت أبا عبد الله يقول: ما على أهل الميت منكم أن يدرؤا عن ميتهم لقاء منكر ونكير، قلت: كيف يصنع؟ قال: إذ أفرد الميت فليتخلف عنده أولى الناس به، فليضع فمه عند رأسه ثم ينادي بأعلى صوته: يا فلان بن فلان أو فلانة بنت فلان هل أنت على العهد الذي فارقتنا عليه من شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمد صلى الله عليه وآله عبده ورسوله، وأن عليا عليه السلام أمير المؤمنين، وأن ما جاء به محمد صلى الله عليه وآله حق، وأن الموت حق، والبعث حق، وأن الله يبعث من في القبور، قال: فيقول منكر ونكير: انصرف بنا عن هذا فقد لقن حجته " (2).