صحيح شرح العقيدة الطحاوية - حسن بن علي السقاف - الصفحة ٩
أن ينفع به، وينفعني بثواب ما كتبت فيه، إنه سميع مجيب الدعاء (1).
ولا بد قبل الشروع في المقصود أن أبين قضايا وأمورا تتعلق بالموضوع فأقول مستعينا بالرحمن، الخالق الديان:
(1) مع ملاحظة أننا لسنا مقلدين في هذا الشرح لأحد كما سيرى القارئ الكريم إن شاء الله تعالى، وإنما أخذنا كما سيتبين لكل منصف من كتاب ربنا سبحانه وسنة نبينا الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم الصحيحة الثابتة عنه (غير المعارضة)، وقد نص أهل العلم على عدم جواز التقليد في مثل هذه الأبواب ومن ذلك قول العلامة اللقاني في جوهرته:
إذ كل من قلد في التوحيد إيمانه لم يخل من ترديد وقد صار الأمر في الأعصار الأخيرة إلى أنه إذا أراد أحد أن يصنف في علم من العلوم كالتوحيد مثلا فإنه يرجع إلى شروح المتن الذي تصدى لشرحه، فيخرج من تلك الشروح وينتقي منها ما يراه مناسبا، ثم ينظر في باقي كتب التوحيد فينقل الأقوال والنصوص فيها دون أن يعمل عقله وفكره في البحث عن أدلتها التي أخذت منها!! فلا يعرج على التأمل في مستند تلك الأقوال من الكتاب والسنة!! وإنما هو التقليد فقط!! فكان من واجبنا لما رأينا ذلك أن نخرج كتابا يعتمد على الدليل ويقارع الحجة بالحجة ويذكر البرهان تلو البرهان، نناقش فيه كثيرا من المسائل المطروحة في الساحة اليوم والتي لم تذكرها أو لم تركز عليها الكتب السابقة، خدمة لعقيدة الإسلام الحقة، وبيانا لمذهب أهل السنة والجماعة، وشفاء لما في صدور كثير من طلبة العلم في مشارق الأرض ومغاربها، لا سيما وأن المصنفين السابقين رحمهم الله تعالى كانوا قد صنفوا بأساليب تناسب أزمانهم وبينوا المسائل وشرحوها بطرق كانت منتشرة في أيامهم، وما كان لنا أن نتابعهم في خطأ مشى عليه المتأخرون منهم بعد وضوح الدليل بخلافه!!
وإننا مع ذلك ندعو لأولئك المصنفين السابقين متقدميهم ومتأخريهم ونقول: رحمهم الله تعالى وجزاهم الله خير الجزاء عما قاموا به من جهد جهيد في البيان والتصنيف والتأليف والايضاح، آمين آمين يا رب العالمين.