ومن الأخلاق التي يجب على المسلم الموحد التحلي والالتزام بها ويجدر التنبيه عليها ههنا:
ترك فضول الكلام والخوض في الباطل والمراء والجدل بالباطل: قال الله تعالى * (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله) * أي ناويا التقرب لله تعالى بأفعاله * (فسوف نؤتيه أجرا عظيما) * النساء: 114.
قال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى وأعلى درجته:
[فضول الكلام مذموم وهو يتناول الخوض فيما لا يعني والزيادة فيما يعني على قدر الحاجة، فإن من يعنيه أمر يمكنه أن يذكره بكلام مختصر، ويمكنه أن يجسمه ويقرره ويكرره، ومهما تأدى مقصوده بكلمة واحدة فذكر كلمتين فالثانية فضول أي فضل عن الحاجة وهو أيضا مذموم لما سبق وإن لم يكن فيه إثم ولا ضرر....
وأما الخوض في الباطل وهو الكلام في المعاصي كحكاية أحوال النساء ومجالس الخمر ومقامات الفساق وتنعم الأغنياء وتجبر الطغاة ومراسمهم المذمومة وأحوالهم المكروهة فإن كل ذلك مما لا يحل الخوض فيه وهو حرام... وأكثر الناس يتجالسون للتفرج بالحديث ولا يعدو كلامهم التفكه بأعراض الناس أو الخوض في الباطل، وأنواع الباطل لا يمكن حصرها لكثرتها وتفننها فلذلك لا مخلص منها إلا بالاقتصار على ما يعني من مهمات الدين والدنيا.
وحد المراء: هو كل إعراض على كلام الغير بإظهار خلل فيه، إما باللفظ وإما في المعنى وإما في قصد المتكلم، وترك المراء بترك الإنكار والاعتراض. فكل كلام سمعته فإن كان حقا فصدق به، وإن كان باطلا أو كذبا ولم يكن متعلقا بأمور الدين فاسكت عنه (2).