منها فهم السلف، وهي نقطة مهمة جدا ينبغي للمتصدي والمشتغل في العقائد بل ينبغي للأمة كلها أن تعرفها معرفة جيدة وهي أنه ليس للسلف في جميع القضايا الشرعية مذهب يصح أن يقال فيه هذا مذهب السلف، اللهم إلا ما وقع الإجماع عليه وتحققنا من وقوعه لأنه قذ ادعي أناس الإجماع في أمور عقائدية عديدة ثم تبين لنا أنها من الخلافيات أو أن الإجماع منعقد بخلافها!! كمن ادعى بأن هناك إجماعا على إثبات الحد أو أن كلام الحق سبحانه حروف وأصوات ثم تبين أن الإجماع منعقد بضد ما ادعي وزعم!!
ولذلك نقول لا يصح لأحد أن يتبنى عقيدة ثم يقول إن هذه العقيدة مذهب السلف لأن السلف ليس لهم مذهب موحد بل إن المعنيين من السلف هم الأئمة المجتهدون ولكل منهم رأيه ومذهبه في بعض مسائل الاعتقاد كما سنبين في فصل أدلة العقائد الموهومة من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى، وكذا لكل منهم اجتهاده في الفقه والتشريع كما تجد ذلك بمئات الأمثلة في مثل مصنفي الحافظين عبد الرزاق وابن أبي شيبة، وكتب المذاهب الأربعة أكبر شاهد على ذلك حيث أن أئمتها من علماء السلف بلا شك ولا ريب، وكذلك أهل الحديث من السلف والخلف أيضا ليس لهم مذهب موحد حتى في صناعتهم في التعديل والتجريح بل هم مختلفون في ذلك فهذا يوثق زيدا وذاك يضعفه ويجرحه وذلك يمشيه ويعتبره وسطا وهكذا وكتب الجرح والتعديل طافحة بالأمثلة المبرهنة على هذا.