قال الزبيدي في " شرح الإحياء " (10 / 260): [رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الموت من حديث جابر بهذا اللفظ ورواه ابن أبي شبية في مسنده وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وأبو يعلى وابن منيع والضياء عن جابر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " تحدثوا عن بني إسرائيل فإنه كان فيهم أعاجيب " ثم أنشأ يحدثنا قال: خرجت طائفة منهم....] وذكر الحديث.
قلت: لا نشك في كذب هذه القصة الإسرائيلية، وأما الذين ذكرهم الزبيدي بأنهم رووا الحديث فليس كذلك!! فقد رجعت إلى ابن أبي شيبة (6 / 235 طبعة دار الفكر) فلم أجد هذه القصة وإنما وجدت صدر هذا الحديث هكذا هناك:
[حدثنا وكيع عن الربيع بن سعد عن ابن سابط عن جابر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تحدثوا عن بني إسرائيل فإنه كانت فيهم أعاجيب "] هكذا فقط ولم يزد على ذلك، وإنما الذي زاد تلك القصة الخرافية ابن أبي الدنيا في كتابه!! لذلك قال الزبيدي " بهذا اللفظ " أي عند ابن أبي الدنيا، وعلى كل حال ففي سنده أيضا بدون ذكر القصة ضعف شديد وهو:
1 - الربيع بن سعد الجعفي: قال الذهبي في " الميزان " (2 / 40): " لا يكاد يعرف ".
2 - عبد الرحمن بن سابط: قيل ليحيى بن معين سمع من جابر؟ قال: لا هو مرسل. [أنظر " تهذيب الكمال " (17 / 1257)]. فالقصة لا أصل لها وصدرها ضعيف.
وقد ذكر الحافظ ابن رجب هذه القصة في كتابه " أهوال القبور " حديث رقم (237) وذكر أن هذه القصة مدرجة في الحديث وهي من قول ابن سابط أحد رواته.
وقد حكم على سند الحديث دون هذه القصة المنكرة بأنه جيد، والواقع ليس كذلك!! كما بينا، وكتابه هذا " أهوال القبور " فيه الطم والرم ولا عبرة بما فيه، والله الهادي.