إلى إثباتها ابن جرير في التفسير وأكثر من تخريج طرقها وأغلبها موقوفات، وجاء الحافظ ابن حجر فجمع ما رواه ابن جرير وضم إليه بعض الطرق الأخرى فأوصلها إلى بضعة عشر طريقا جمعها في جزء مفرد، وقال في (القول المسدد):
(وله - يعني حديث ابن عمر الذي حكم بوضعه ابن الجوزي - طرق كثيرة جمعتها في جزء مفرد يكاد الواقف عليه أن يقطع بوقوع هذه القصة، لكثرة الطرق الواردة فيها وقوة مخارج أكثرها والله أعلم) ا ه. وتتبع الحافظ السيوطي طرقها في التفسير المسند وفي الدر المنثور فأوصلها إلى نيف وعشرين طريقا أغلبها ضعيف أو واه.
وقد تتبعت طرقها المشار إليها وأعملت فيها فكري، فوجدتها قصة شاذة منكرة المعنى، تخالف القرآن والسنة وقواعد العلم، هذا إلى تضارب ألفاظها ورواياتها وليس فيها حديث عن النبي ص صحيح سالم من علة، قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: وقد روي في قصة هاروت وماروت عن جماعة من التابعين كمجاهد والسدي والحسن البصري وقتادة وأبي العالية والزهري والربيع بن أنس ومقاتل بن حيان وغيرهم وقصها خلق من المفسرين من المتقدمين والمتأخرين، وحاصلها راجع في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل إذ ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الإسناد إلى الصادق المصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، وظاهر سياق القرآن إجمال القصة من غير بسط ولا إطناب فيها، فنحن نؤمن بما ورد في القرآن على ما أراده الله تعالى والله أعلم بحقيقة الحال ا ه] انتهى.
ثم قال سيدي الإمام عبد الله بن الصديق الغماري ص (41):
[بقي بعد هذا كله مخالفتها للقرآن ولقواعد العلم ويتبين ذلك من وجوه:
(الأول): ذكر الحديث الأول أن الملائكة قالوا حين أهبط آدم إلى الأرض * (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك) * والقرآن يفيد أن هذا القول صدر منهم قبل خلق سيدنا آدم.
(الثاني): أفادت معظم طرق القصة أن المرأة حين عرجت إلى السماء