صحيح شرح العقيدة الطحاوية - حسن بن علي السقاف - الصفحة ٣٦٠
وبعض المجسمة والمشبهة نقلوا عن بعض محدثي السلف أنه قال: التشبيه والتجسيم أن تقول يد كيدي ورجل كرجلي وقدم كقدمي وساق كساقي. أو نحو هذه الكلمات (180).
فنقول هذا الكلام خطأ من قائله!! وليس هو وحيا لا يقبل الرد!! وهو باطل من القول!! مردود عقلا ونقلا!! وقد خالفه فيه الأئمة!! وإليك بعض نصوصهم في ذلك:
قال الإمام المازري والإمام النووي المقر له في (شرح صحيح مسلم) (16 / 166):
(هذا كقول المجسمة جسم لا كالأجسام لما رأوا أهل السنة يقولون الباري سبحانه شئ لا كالأشياء...).
وقال الإمام الحافظ البيهقي في (شعب الإيمان) (1 / 137 - 138):
(فإن قال قائل: فإذا كان القديم سبحانه شيئا لا كالأشياء، لم أنكرتم أن يكون جسما لا كالأجسام؟
قيل له: لو لزم ذلك للزم أن يكسون صورة لا كالصور، وجسدا لا كالأجساد، وجوهرا لا كالجواهر: فلما لم يلزم ذلك، لم يلزم هذا).
وقال الذهبي في (الميزان) (4 / 21):

(180) وقد استند على هذا الكلام المخطئ بعد مقلدي مذهب التجسيم في هذا العصر فقال في مقالة متهافتة له (الذي يقول: إن الله جسم كسائر أجسام البشر فهو كافر بلا مثنوية، وهذا هو مذهب المشبهة، أما من نفى التشبيه وأطلق أن الله جسم على معنى أنه موجود قائم بنفسه فقد أصاب في القصد، لكنه أتى ببدع في القول)!!
فانظر كيف يصرحون بأن من أطلق على الله تعالى بأنه جسم أصاب في قصده!!
فهل بعد هذا يصح أن يقال بأن هؤلاء ليسوا مجسمة!! [أنظر رسالتنا نغمات الطنبور النقطة الرابعة فإن فيها بيان ذلك].
(٣٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 ... » »»
الفهرست