وأضل سبيلا) * ليس معناه ظاهره، وهو أن كل أعمى وضرير في الدنيا مآله الدخول في الآخرة إلى النار قطعا، وإنما هذا مجاز عند العرب عن الإنسان العاصي الغارق في الشهوات المحجوب عن معرفة ربه وطاعته وتقواه.
وقال الإمام أحمد بن حنبل في قوله تعالى * (إنني معكما أسمع وأرى) * هذا من مجاز اللغة. (أنظر البحر المحيط في علم الأصول للحافظ الزركشي 2 / 182).
وقوله تعالى أيضا حكاية عن حال الكافر * (يا حسرتي على ما فرطت ني جنب الله) * أي في حق الله تعالى، فالجنب الذي وضع في اللغة اسم لعضو مخصوص غير مراد هنا قطعا وإنما المراد هنا المعنى المجازي.
والتأويل: هو صرف اللفظ عن ظاهره الذي لا يراد إلى معنى آخر مجازي، كما تقدم في الجنب والنسيان والمرض الذي ورد إضافته لله تعالى في بعض النصوص.
ولو تركنا التأويل وتشبثنا بظواهر النصوص وتعصبنا لذلك ضللنا وأضللنا وأفسدنا العقيدة الصحيحة وتنكبنا طريقة العرب في فهم كلام الله الذي نزل بلغتهم إلى طريقة الأعاجم في فهم الكلام العربي وهذا خطأ كبير وفساد عظيم، ولا نظن أن عاقلا عالما فاهما مترويا بصيرا يخالف في هذا!!
وقد تقدم نقل نماذج من نصوص السلف في تأويل الصفات وحملها على المجاز في فصل التأويل فليرجع إليه من شاء الاستزادة.
[الأساس الثالث في الصفات]: أن لا يكون لتصرف الرواة مجالا أو احتمالا في النص:
إعلم أن الحديث النبوي لم ينقل لنا بالنص الذي نطق به النبي ص خلافا للقرآن الذي نقل لنا بحروفه ونصه بالتواتر، فأكثر الأحاديث نقلت لنا بالمعنى كما هو معروف عند المحدثين والحفاظ ولذلك تصرف الرواة بالألفاظ فكل منهم رواها بالمعنى، فاحتمل أن يكون اللفظ الذي يراد إثباته صفة لله تعالى ليس من