في الكتاب والسنة والتي يتوهم منها بعض الناس (141) إثبات المكان لله تعالى أو جري الزمن عليه، فلا يراد منها ذلك، وما يتصوره بعض الناس من أن الله تعالى في كل مكان مثلا أو أنه في السماء دون الأرض أو أنه في العلو أو في السماء فهو باطل، لأن هذه جميعها أمكنة والله تعالى منزه عن المكان.
ومن لاحظ ودقق في القرآن والسنة الصحيحة جيدا فإنه سيجد لا محالة بأن كل نص يتوهم منه بعض الناس أن الله تعالى في العلو أو في السماء مثلا يقابله أيضا نص آخر يفيد ظاهره عند بعض الناس الآخرين عكس ذلك وهو أنه في الأرض مثلا أو أنه سبحانه في كل مكان!! وكل ذلك غير مراد قطعا لتنزه الله سبحانه عن الزمان والمكان.
فمثلا استدلال من استدل بقوله تعالى * (إني متوفيك ورافعك إلي) * وبقوله تعالى * (تعرج الملائكة والروح إليه) * على أن الله في السماء باطل بما يقابله من قوله تعالى حكاية عن سيدنا إبراهيم * (إني ذاهب إلى ربي سيهدين) * مع أن سيدنا إبراهيم لم يترك قومه ولم يذهب إلى السماء التي يزعم المجسمة أن معبودهم فيها، وإنما ذلك مجاز. ومقابل ذلك أيضا بمثل قوله تعالى في الظل * (ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا) * فقوله في الآية * (إلينا) * لا يعني أن الظل يذهب في الليل إلى الله بلا شك ولا ريب.
وقوله تعالى * (أأمنتم من في السماء) * يقابله قوله تعالى * (وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون) * وقوله تعالى * (ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون) * وقوله تعالى * (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا) * المجادلة: 7، وقوله تعالى * (فلما أتاها نودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين *