وأن ألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين) * القصص: 30 - 31.
فبماذا يجيب المجسمة - الذين يزعمون بأن الله في السماء ويثبتون له المكان - عن نداء سيدنا موسى من شاطئ الوادي؟!! ومن الشجرة؟!! والمنادى سبحانه يقول: * (أنا الله رب العالمين) * أم أنهم سينفون أن الله تعالى كلم سيدنا موسى كما تقول الجهمية على زعمهم!! وهو يقول لسيدنا موسى أقبل ولا تخف؟!!
ألا يدل ظاهر قوله * (أقبل ولا تخف) * بعد قوله * (إني أنا الله رب العالمين) * على أن الله سبحانه كان في الأرض في تلك الناحية وفي الشجرة كما جاء في الآية؟!! وبماذا يمكن أن يعدل عن ظاهر هذه الألفاظ؟!!
مع أن ظاهر ذلك كله غير مراد عندنا!! لأن الله تعالى يتنزه أن يكون في الأرض أو في السماء!! كما قدمناه لأن وجوده سبحانه وتعالى بلا مكان كما تقدم!!
وأما الحديث الذي يردده بعضهم والذي فيه أن النبي ص سأل الجارية فقال لها (أين الله) فقلت: في السماء. رواه مسلم.
فالجواب عليه أن هذه الألفاظ ليست ألفاظ النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإنما هي رواية الحديث بالمعنى وذلك لأن هذا الحديث نفسه قد رواه الإمام عبد الرزاق في المصنف بلفظ آخر وهو أن النهي صلى الله عليه وآله وسلم قال لها:
(أتشهدين أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟) وهو الأصح سندا ومتنا، كما بينته بتفصيل دقيق جدا في رسالة خاصة أسميتها (تنقيح الفهوم العالية بما ثبت وما لم يثبت في حديث الجارية) فليراجعها من شاء التبصر في هذا الموضوع.
والدليل على تنزيه الله تعالى عن المكان من السنة ما رواه الإمام مسلم في (صحيحه) (4 / 2084 برقم 61) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ص كان يقول في دعائه: