ثم قرأت * (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير) * * (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب) *...).
قلت: فانظر كيف ردت السيدة عائشة التي تفقهت على رسول الله ص الظني بالقطعي.
فهذا فكر مدرسة سيدنا رسول الله ص.
5 - وردت السيدة عائشة رضي الله عنها على من قال: (بال رسول الله ص قائما) لأنها لم تره ص يبول إلا قاعدا أو أنه أخبرها بذلك فكأن ذلك من اليقينيات عندها، ومن حدث أنه بال قائما مظنون عندها. فرؤياها له أو تحديثه لها يقيني عندها ورواية من قال: (بال قائما) ظني عندها فردته.
روى البيهقي (1 / 101) عن السيدة عائشة قالت:
(ما بال رسول الله قائما مذ أنزل عليه القرآن) (78) وعند النسائي (1 / 26) والترمذي (1 / 17) وابن ماجة (1 / 112 برقم 307) بلفظ: (من حدثكم أن النبي ص كان يبول قائما فلا تصدقوه).
6 - وأنكرت السيدة عائشة على أبي هريرة في حديث آخر أيضا:
روى أبو داود الطيالسي في مسنده (ص 199) بسند صحيح على شرط مسلم عن علقمة قال كنا عند عائشة فدخل عليها أبو هريرة فقالت يا أبا هريرة أنت الذي تحدث أن امرأة عذبت في هرة لها ربطتها لم تطعمها ولم تسقها فقال أبو هريرة سمعته من النبي ص، فقالت عائشة:
أتدري ما كانت المرأة؟! قال: لا، قالت: إن المرأة مع ما فعلت كانت كافرة، إن المؤمن أكرم على الله من أن يعذبه في هرة، فإذا حدثت عن رسول الله ص فانظر كيف تحدث.