الأضرار الهائلة التي يصاب بها المواطنون سماحة آية الله العظمى المرحوم الشيخ محمد حسين النائني نور الله ضريحه ونسوق نص كلامه في ذلك لما فيه من مزيد الفائدة قال:
" أما كيفية استيلاء السلطان وتصرفه في المملكة باعتبار كونه من باب التملك أو من باب الولاية فهي متصورة على وجهين لا ثالث لهما أبدا. " " الأول " أن يتصرف السلطان في المملكة تصرف الشخص في ملكه الخاص به ليرى المملكة بما فيها كما يرى ملكه وعقاره حاسبا أهلا كالأغنام والأنعام والعبيد والإماء لم يخلقوا إلا له فيستعملهم في سبيل شهواته وإرادته ويسخرهم لإدراك أغراضه الحيوانية وشهواته البهيمية فمن كان منهم وافيا بهذا الغرض متفانيا في مقام تحصيل هذا المقصد كان عنده من المقربين المنعمين، ومن لم يرقه نفاه عن مملكته التي هي ملكه الشخصي وربما أعدمه، وقطعه قطعة قطعة فاطعمه من حوله من تلك الذئاب الضارية المعتادة الولوغ بتلك الدماء الطاهرة والأنفس الزكية وسلطهم بعده على نهب أمواله وسلب عياله إلى غير ذلك من التعذيبات القاسية، والمصائب النازلة، ينتزع الأموال من أصحابها متى شاء، ومهما شاء فيوزعها على من أراد ظلما وعدوانا، يأخذ كل حق من أهله غصبا فيضمه إلى ماله، يتصرف في المملكة مختارا يستوفي الخراج كما يستوفي المؤجر مال إجارته، وصاحب الأرض حقه الشخصي من أرضه فيصرف في سبيل مصالحه الشخصية، وأغراضه النفسية لا يهتم لحفظ مملكته وانتظامها إلا كما يهتم سائر المالكين بالنسبة لمزارعهم ومستغلاتهم، وكل هذه منوطة بإرادته وميله، فإن شاء حفظها، وإن شاء وهبها بأدنى تزلف، وأقل تملق، إن شاء باعها أو رهنها في سبيل تهيئة مصارفه اللهوية، وربما زاد في الطنبور نغمة