فيه باب الظلم على مصراعيه وقاسى المجتمع أمر ألوان الخطوب والكوارث وشاهد جبالا من جثث الأبرياء سفكت أرواحها قوى البغي والعدوان بغير حق لأجل تدعيم الحكم والسلطان والتحكم والإمرة وابتزاز حقوق الأمة وقد وصف الحارث بن عبد الله الجعدي من شعراء ذلك العصر ما ألم بالمسلمين من الخطوب والفتن التي تساوى فيها السفيه والعاقل والعالم والجاهل يقول:
أبيت أرعى النجوم مرتفقا (1) * إذا استقلت تجري أوائلها من فتنة أصبحت مجللة (2) * قد عم أهل الصلاة شاملها من بخراسان والعراق ومن * بالشام كان شجاه (3) شاغلها فالناس منها في لون مظلمة * دهماء مثلجة غياطلها (4) يمسي السفيه الذي يعنف بالجهل سواء فيه وعاقلها يغدون منها في كل مبهمة * عمياء تمنى لهم غوائلها لا ينظر الناس في عواقبها * إلا التي لا يبين قائلها كرغوة البكر أو كصيحة حبلى * طرقت حولها قوابلها (5) فجاء (6) فينا أزرى بوجهته * فيها خطوب حمر زلازلها (7) إن من الطبيعي أن يمنى المجتمع في ظل السياسة الجائرة والحكم المنحرف بالفتن والخطوب وتنعدم فيه جميع وسائل الحياة ومقوماتها وتشقى جميع